ابحث عن أي موضوع يهمك
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من النساء، وهو ما يعود لحكمة من الله تعالى، وأولى زوجاته كانت السيدة خديجة بنت خويلد وكانت تكبره بسنوات عدة، وقد توفيت في حياة النبي الكريم، في حين كانت آخر زوجات الرسول وفاة هي السيدة أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم القرشيّة، وكانت أخت عمار بن ياسر من ناحية الأم، والبعض قال أنها أخته بالرضاعة، وأبوها هو زاد الراكب أحد الأجودا، وذكر أن اسمه حذيفة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج من أم سلمة عقب معركة بدر بشهر شوال، وروي عنها أسامة بن زيد، وبن عباس، وعمر ابنها وابن أبي سلمة، وزينب بنت أبي سلمة ابنتها، وقد توفيت في شهر شوال عام تسع وخمسين هجرية، وقيل سنة اثنين وستين، وكانت معروفة بجمالها وشرف نسبها، وهي آخر من توفي من زوجات النبي الكريم وأمهات المؤمنين، والتي عمرت إلى أن شهدت مقتل الحسين بن علي، وقد حزنت عليه كثيرًا، فماتت عقب وفاته بوقت وجيز.
ولها العديد من الأبناء وهم (عمر وزينب وسلمة)، وهي من رواة الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كانت من الصحابيات الفقيهات، وكانت وفاتها عن عمر يناهز الأربع وثمانين عامًا في عهد معاوية بن أبي سفيان، وفي رويات أخرى بلغت من العمر تسعين عامًا.
عقب موت زوج أن سلمة وانقضاء عدتها، توجه أبي بكر لخطبتها فردته، فتوجه عمر بن الخطاب لخطبتها فردته، وحين خطبها رسول الله صلى الله عليه سلم وافقت عليه، والعديد من الصحابة شهدوا زواجهم، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بها في السنة الرابعة من الهجرة، وكان الله جل وعلا قد انتزع من صدرها الغيرة بعد دعوة الرسول لها بذلك، وكانت من أكثر زوجات رسول الله صلى لله عليه وسلم جمالًا.
وحينما كان الرسول يدخل على نساء كانت أم سلمة رضي الله عنها هي من يبتدئ بها، وكانت طيبة عفيفة طاهرة، لها مكانة كبيرة عند رسول النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت تربي أبنائها في بيته، ويرجع السبب الرئيسي في زواج الرسول منها أنها ظلت بعد موت زوجها بلا عائل ولا كفيل ولا زوج، حيث منحت هي وزوجها جميع ما يملكونه من مال وممتلكات في سبيل الدعوة إلى الإسلام.
وعند موت زوجها أبدلها الله جل وعلا خيرًا من ذلك بزواجها من النبي صلى الله عليه وسلم والذي كان يهديها ويكرمها، وهي كانت تتصف برجاحة العقل، وقد بلغ عدد الأحاديث التي رويتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حوالي ثلاثمئة حديث، كما وروت عنه الأحاديث الخاصة بالنساء، حيث روت أن رسول الله كان يقبلها في صومه، وأنها كانت تغتسل معه من الإناء نفسه حين الاغتسال من الجنابة، وشاركت أم سلمة بعد وفاة الحبيب المصطفى في أحداث الفترة التي عاصرتها، ومنها مشاركتها ببعض المعارك مثل معركة الجمل، ونصحها لعثمان بن عفان.
إن أول من توفي من زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أول زوجاته وهي أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها، واسمها الكامل هو (خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القُرَشيّة)، ووالدتها هي (فاطمة بنت زائدة)، وكانت رضي الله عنها غنية تعمل بالتجارة وتستأجر الرجال، وحين سمعت بأمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه طلبت أن تستأجره، وقد وافق عليه الصلاة والسلام على ذلك.
وفور عمل النبي الكريم معها بدأ ربح تجارتها يزداد أضعاف ما كان عليه بالسابق، مما جعلها في إعجاب بشخص رسول الله، فرغبت بعرض الزواج عليه، وكان ذلك من خلال نفيسة بنت منية صديقتها، وقد قبل بذلك النبي، وقد تولى أمر زواجها من النبي خويلد أبوها، وكانت مثالًا للزوجة الصالحة، ولها الكثير من الفضائل.
فكانت السيدة خديجة بنت خويلد أول من شهد على الإطلاق أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وهي أم جميع أبناء رسول الله باستثناء إبراهيم ابنه الذي انجبته السيدة مارية القبطية رضي الله عنها، وقد بشرها الله تعالى بالجنة، وفازت بشرف السلام من الخالق جل وعلا، وجبريل عليه السلام، ويذكر أنها توفيت بشهر رمضان، وكانت تبلغ من العمر خمسة وستين عامًأ، وهو ما تسبب في الحزن الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانت قرة عينه، وحبيبته ورفيقته بالسراء والضراء، وكان زواجهم قد استمر خمسًا وعشرين عامًا.
إن آخر امرأة تزوج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث، واسمها الكامل هو (ميمونة بنت الحارث بن حَزْن بن بُجَير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال)، وهي أخت أم الفضل زوجة العباس، وخالة كل من عبد الله بن العباس، وخالد بن الوليد، وكان العباس قد عرضها على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسنة السابعة من الهجرة، في حين قيل أنها وهبت نفسها للرسول عليه الصلاة والسلام، وقد أنزل الله بها قوله سبحانه في سورة الأحزاب الآية 50 (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ).
يطلق على جميع زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمهات المؤمنين)، باستثناء السيدة مارية القبطية رضي الله عنها أم إبراهيم ابن النبي، حيث لا يطلق عليها لقب أم المؤمنين، واسمها الكامل (مارية بنت شمعون القبطية) وكانت من مصر، والتي أهداها لرسول الله صلى الله عليه وسلم المقوقس، بالسنة السابعة من الهجرة، وكانت من إمائه، فقد دخل رسول الله بها بمُلك اليمين، وليست من زوجات الرسول، فلا يحمل لقب أم المؤمنين سوى زوجات الرسول وليس إمائه.
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خير خلق الله جميهم، وأفضل الأنبياء وخاتم المرسلين، وقد ميزه الله تعالى عن سائر خلقه بصفات كثيرة، ومنها أن الله أجاز له الزواج من أكثر من أربع نساء، حيث تزوج من إحدى عشر زوجة، وقد شرفهن الله تعالى في قوله بسورة الأحزاب الآية 6 (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)، وقد وعدهم الله أن يكونوا زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، وحين توفي الحبيب المصطفى كان راضٍ عنهن، وقد كان عددهن تسع آنذاك، وهن (سودة، وعائشة، وحفصة، وأم سلمة، وزينب بنت جحش، وأم حبيبة، وجويرية، وصفيّة، وميمونة) رضي الله عنهنّ جميعًا وأرضاهن.
اختلف أهل السير بمسألة ترتيب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، والسبب في ذلك الاختلاف يرجع إلى الضابط في اعتماد الزواج، سواء أنه فور عقد النكاح، أو الدخول، وسوف نعرض فيما يلي ترتيب زواج الرسول صلى الله عليه وسلم زمنيًا من أمهات المؤمنين بالدخول:
