خلال هذا المقال نتعرف على أهمية التغذية الراجعة في العملية التعليمية، حيث تعد التغذية الراجعة أحد أهم عناصر العملية التعليمية والتي تساهم بدرجة كبيرة في تحسين جودتها ونتائجها عند استغلالها وتوظيفها بالصورة المطلوبة في تحقيق هذا الهدف، خلال السطور التالية نقدم لكم مقال أهمية التغذية الراجعة في العملية التعليمية عبر مخزن المعلومات.
يعتبر مصطلح التغذية الراجعة أو التغذية الرجعية Feed Back هو أحد المصطلحات الحديثة في العلوم المختلفة ويعبر عن المردود المعلوماتي أو الفعلي لأحد الأقوال أو الأفعال أو التصرفات أو البيانات والمعلومات المنقولة ما بين طرفين، وفيما يلي نتحدث عن تعريف وأهمية التغذية الراجعة في العملية التعليمية:
التغذية الراجعة في العملية التعليمية هي التفاعل ثنائي الاتجاه بين الطالب والمعلم خلال العملية التعليمية، من خلال رد فعل كل طرف على القول أو الفعل الصادر من الطرف الآخر.
التغذية الراجعة في العملية التعليمية من جهة الطالب هي أن يعبر عن فهمه لشرح المعلم بالإجابة عن الأسئلة أو التفاعل مع عملية الشرح باستنتاج المعلومات أو غيرها من أشكال التفاعل التي تثبت استيعابه للمعلومات وتفاعله معها.
كذلك تعتبر لغة الجسد للطلاب من أشكال التغذية الراجعة التي يحتاجها المعلم، فالتواصل البصري المستمر من الطالب للمعلم أثناء الشرح يدل على تركيز الطالب في الإنصات للمعلم بينما نظره بعيداً عن المعلم لفترة طويلة يدل على أنه غير منتبه أو غير مهتم بالدرس، وفي هذه الحالة قد يحتاج المعلم للفت انتباهه بطريقة مباشرة.
أما من جهة المدرس فإن التغذية الراجعة هي أن يرد المعلم على الطالب فيبين له صحة معلوماته بعد إجابة الطالب عن سؤال أو استنتاجه لأحد المعلومات استناداً إلى ما تلقاه من شرح، فإن الطالب عندما يحاول الإجابة ينتظر التغذية الراجعة من المعلم ليتأكد من صحة إجابته أو يعرف الإجابة الصحيحة إذا كانت إجابته خاطئة.
كذلك من أشكال التغذية الراجعة من ناحية المدرس في العملية التعليمية تصحيح أوراق الاختبارات، حيث يبين التصحيح للطالب الإجابات الصحيحة من الخاطئة وما تستحقه إجاباته من درجات ليستطيع الطالب من خلال الاختبار تقييم مستواه الدراسي في المواد المختلفة.
وأيضاً فإن التغذية الراجعة قد تتم من طرف الطلاب وبعضهم بمناقشاتهم فيما يتلقونه من معلومات وتقييماتهم لمعلومات بعضهم البعض فيما يتعلق بالمواد الدراسية، كذلك تفاعلهم مع إجابات زملائهم على الأسئلة خلال الدرس وتدخلهم لتصحيح إجابة أو توضيح أخرى.
أهمية التغذية الراجعة في العملية التعليمية
تكمن أهمية التغذية الراجعة في العملية التعليمية في تحقيقها لما يلي:
تشجيع الطالب على الاستمرار في التعلم وتعزيز قدراته ومهاراته الدراسية والعلمية.
تبيان صحة أو خطأ معلومات الطالب حتى يحتفظ بالمعلومات الصحيحة ويصحح المعلومات الخاطئة بما يزيد من تحصيله الدراسي.
معرفة المفاهيم والمعلومات الخاطئة عند الطلاب وتصحيحها واستبدالها بالمعلومات الصحيحة الدقيقة بما يزيد من مستوى معرفتهم بما يقدم لهم من معلومات.
تبين التغذية الرجعية للطالب الزمن الذي يحتاجه لتحقيق الأهداف المطلوب إنجازها.
تعتبر التغذية الراجعة تقويم ذاتي للمعلم، حيث يستطيع من خلالها تقويم أسلوب تدريسه للطلبة وقياس مدى تفاعلهم مع الشرح الذي يقدمه وتحسين طرق التدريس في حالة عدم استجابة الأغلبية لطريقته الحالية.
تبين التغذية الراجعة للطالب مدى لحاقه بزملائه في نفس الفصل من جهة المستوى الدراسي من خلال ملاحظته لمدى تقدمهم ولإجاباتهم على الأسئلة ومدى إلمامهم بالمواد الدراسية، وهو ما قد يحفز بعض الطلاب على الاجتهاد أحياناً.
تساعد التغذية الراجعة على تنشيط العملية التعليمية وتعزيز التواصل الفعال بين المعلم والمتعلمين بما يؤدي للنهاية في تحسين نتائج العملية التعليمية.
مصادر التغذية الراجعة
بعدما ذكرنا أهمية التغذية الراجعة في العملية التعليمية ينبغي أن نوضح مصادر التغذية الراجعة في العملية التعليمية وهي كما يلي:
المعلم: عندما يصحح المعلومات أو الإجابات في حالة الخطأ أو يؤكد المعلومات والإجابات الصحيحة إذا كانت صواب، فإن المعلم يساهم كأحد مصادر التغذية الراجعة للطلاب في تحسين جودة العملية التعليمية وتعزيز دقة معلومات الطالب وتحصيله الدراسي.
المرجع العلمي أو الكتاب الدراسي: يمكن أن يلجأ الطالب إلى الكتاب الدراسي أو المرجع العلمي للتأكد من صحة معلوماته أو لتصحيح المعلومات الخاطئة، ولذلك فإن الكتب والمراجع هي أحد المصادر الهامة للتغذية الراجعة للطالب.
الأهل: يحب الإنسان أن يشعر برضا من حوله عما يفعل وفخرهم به، وخاصة الأهل والمقربون، ولذلك فإن تشجيع الأهل للابن وتقديم الملاحظات على إنجازاته وسلوكه عند الصواب وتقويمه عند الخطأ هو أحد المصادر الهامة للتغذية الراجعة.
الزملاء: قد يكون الزملاء مصدر تغذية راجعة لبعضهم البعض من خلال تصحيحهم للمعلومات ومناقشاتهم حول المعلومات الدراسية المختلفة، ولذلك قد تحقق الدراسة الجماعية نتائج أفضل من الدراسة الفردية في معظم الأحيان، كذلك مجموعات الأبحاث التي تضم أكثر من باحث لإجراء نفس البحث تكون نتائجها دائماً أفضل من الدراسات التي تم إجراؤها بصورة فردية، ويعود الفضل في ذلك للتغذية الراجعة بين أعضاء الفريق.
التغذية الراجعة الذاتية: وهي مراجعة الطالب المستمرة لمعلوماته وسلوكياته وحرصه على تقويم نفسه قدر الإمكان وتقييم مستواه بنفسه بصورة متكررة ومنتظمة.
أهداف التغذية الراجعة
كما ذكرنا فإن أهمية التغذية الراجعة في العملية التعليمية تكمن في كونها عنصراً أساسياً وهاماً في تحسين جودة العملية التعليمية ونتائجها، وأهداف التغذية الراجعة في العملية التعليمية ما يلي:
ترك الفرصة للطالب للتجربة والخطأ، حيث أن فرصة التعلم عند تصحيح الأخطاء تكون أكبر منها عند الشرح المباشر، فيجب سؤال الطالب وتركه يجيب بما لديه من معلومات ثم تصحيح المعلومات الخاطئة بما يجعله يتذكر خطأه كما يتذكر المعلومة الصحيحة، وهو ما يساعد على تحسين فهم الطلاب واستيعابهم للمعلومات.
تستهدف التغذية الراجعة توجيه الطالب نحو السلوك أو المعلومة الصحيحة بمعرفته بالخطأ، ونادراً ما يكرر الطالب نفس الخطأ أو يرتكبه بعد اكتشافه، إذ يميل الإنسان بصورة فطرية تلقائية للتعلم من أخطاءه أكثر من التعلم من الغير.
تساعد التغذية الراجعة على تنمية حس النقد الذاتي عند الطالب، وهو ما يجعله يقيم مستواه بصورة مستمرة ويعمل على تحسينه قدر الإمكان.
استراتيجيات التغذية الراجعة
يمكن لأسلوب أو طريقة التغذية الراجعة التي يقدمها المدرس للطالب أن تؤثر بصورة إيجابية أو سلبية على مستواه، ولذلك يجب معرفة الاستراتيجيات الصحيحة للقيام بذلك، ومن استراتيجيات التغذية الراجعة ما يلي:
التغذية الراجعة لا تتوقف على الخطأ فقط
لا تتوقف عملية التغذية الراجعة على توضيح الخطأ، بل الأهم هو توضيح الصواب.
يجب أن يوصل المعلم للطلاب رسالة غير مباشرة بأن الخطأ ليس نهاية العالم ولا بأس من الخطأ ما دام الطالب يسعى لمعرفة الصواب.
يجب أن يشجع المعلم الطلاب على عدم الحرج أو الخجل من الخطأ أثناء الدرس، فتعبير الطلاب عن ما لديهم من أفكار ومعلومات خاطئة هو بداية الطريق لتصويبها واستبدالها بالمعلومات الصحيحة.
التغذية الراجعة يجب أن تكون للجميع
لا يجب أن يركز المعلم على عدد من الطلاب دون الآخرين، كتركيز بعض المعلمين على الطلاب المتفوقين وإهمالهم لمتوسطي وضعيفي المستوى، بل يجب أن يوزع اهتمامه بالحصول على التغذية الراجعة من جميع الطلاب باختلاف مستوياتهم.
يمكن أن يقوم المعلم بأخذ التغذية الراجعة من ممثل عن كل فئة، فمثلاً يمكن توجيه نفس السؤال لطالب متفوق ثم طالب متوسط ثم طالب ضعيف المستوى، ثم يقوم المعلم بتوضيح مدى صحة أو خطأ الإجابات الثلاثة.
يجب ألا يركز المعلم على طلاب بعينهم في كل مرة حتى لا يشعر زملائهم بالإهمال فينعكس ذلك على بعضهم بعدم الانتباه، بل يجب أن يختار المدرس طالب جديد في كل مرة بحيث يجذب انتباه أكبر عدد ممكن من الطلاب للمشاركة والإنصات للدرس.
الحصول على التغذية الراجعة بأسلوب الحوار
يجب على المعلم أن يحاول قدر الإمكان ألا بقدم المادة التعليمية في صورة درس أو حوار من طرف واح، حيث يقلل ذلك من فرص الحصول على التغذية الراجعة السليمة.
يُفضل تقديم الدروس والمعلومات قدر الإمكان في صورة حوار بين طرفين هما المعلم والطالب، بحيث يشرح المعلم أحد المعلومات ثم يجري حواراً سريعاً مع أحد الطلاب بشأنها للحصول على التغذية الرجعية الفورية.
كذلك يساعد هذا الأسلوب على جذب انتباه للدرس بصورة أكبر حيث يشعر أن هناك تفاعل أكبر بينه وبين المعلم وأنه لا يجلس فقط لينصت لما يتم شرحه بل يمكن أن يتعرض للسؤال ويمكن أن يشارك بما لديه من تعليقات.
تقديم الثناء وليس التملق
يحب الطلاب أن يشعروا بتقدير المعلم والتغذية الراجعة الإيجابية من جانبه ولكن لا يجب أن يكون ذلك بطريقة مبالغ فيها حتى لا يأتي بنتائج عكسية.
يجب أن يكون مدح المعلم للطالب بالدرجة المعقولة التي لا تجعله يغتر بقدراته فيتكاسل، أو أن يشعر بعدم التقدير فيشعر بالإحباط.
طريقة الثناء للأطفال في السن الصغير تختلف عن طريقة الثناء المناسبة للطلاب في المرحلة الثانوية لذلك يجب على المعلم مراعاة ذلك.
تحديد الأهداف من التغذية الراجعة
يجب أن يحدد المعلم الأهداف من استراتيجيات التغذية الراجعة ويعمل على تنفيذها بالصورة المناسبة.
كذلك يجب أن يتابع بصورة مستمرة مدى إنجازه في تحقيق هذه الأهداف، مراجعة التقدم بصورة متكررة والنظر في الحاجة لتغيير أحد الاستراتيجيات أو طريقة تطبيقها.
إلى هنا ينتهي مقال أهمية التغذية الراجعة في العملية التعليمية، تعرفنا خلال هذا المقال على أهمية التغذية الراجعة في العملية التعليمية ومصادر وأهداف واستراتيجيات التغذية الراجعة في العملية التعليمية، قدمنا لكم مقال أهمية التغذية الراجعة في العملية التعليمية عبر مخزن المعلومات.