ابحث عن أي موضوع يهمك
يعتبر علم النحو أحد أعظم علوم اللغة العربية وأعرقها شأنًا، وقد نهض الكثير من العلماء به ممن ساهموا في سطوه، والذين وضعوا قواعده ونظروا إليه بالاعتماد على الكلام الصحيح للعرب، ومن بين أولئك العلماء:
واسمه هو عمرو بن عثمان بن قَنبر، ولم يرد بالمصادر ذكر تاريخ مولده، ولكنه ولد بمدينة البيضاء بفاس، ثم هاجرت عائلته للبصرة ونشأ بها، وبها درس الفقه والحديث، وأولى الاهتمام الكبير بتعلم النحو، وكان ملازم للخليل بن أحمد الفراهيدي، كما وكان مقبل على الأئمة والشيوخ للنهل من علمهم وإثراء معرفته وعلمه.
وله الكثير من التلاميذ ممن أخذوا العلم عنه ومنهم قطرب والأخفش وغيرهم، ولم يؤلف قبل موته سوى كتابًا واحدًا ولم يطلق عليه اسم، لذا عرف بكتاب سيبويه، وفي القدم أطلق عليه الناس لقب قرآن النحو، وكان قد غادر من بغداد متجهًا إلى بلاد فارس والتي مات بها إثر خلاف بالنحو مع الكسائي، والمؤرخون اختلفوا حول التاريخ الذي توفي به، ولكن أرجح القول أنه توفر في عام مئة وثمانين هجرية.
واسمه الكامل هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان بن أبان الفارسي، والذي ولد في فارس بمدينة فسا، ولم يرد ذكر تاريخ مولده، وقد تعلم ودرس النحو من أصحاب ذلك الشأن، ثم اتجه إلى طرابلس، ثم أقام مدة بحلب، ودرس النحو إلى أن أصبح متمكنًا منه وبات صاحب منزلة عالية به.
وكان معروفًا ومشهورًا بالنحو، وقد عرف عنه أنه صافي الذهن وخالص الفهم، وله تلاميذ عدة أخذوا منه العلم، والبعض منهم قال أنه أعلم من المبرد، وكان قد ألف أربع وعشرين كتابًا من أهمهم كتاب (الحجة) الدال على سعة اطلاعه وعلمه، وكتاب (مختصر عوامل الإعراب)، وكتاب (التذكرة)، وقد أخذ العلم عن أبي بكر الخياط، وابن السراج، وأبي إسحاق الزجاج، قم صار هو العالم الذي تأخذ الناس العلم منه وتقصده، وتوفي في عام 377 ميلادية ببغداد.
واسمه الكامل هو (محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك)، والأرجح أنه من مواليد عام 598 ميلادية بالأندلس في مدينة جيان، وقد نشأ بها ليتلقى بعض العلم، ثم هاجر إلى مصر يليها الحجاز، وأخيرًا أتى للشام في طلب العلم، وكان ملازمًا لكبار النحويين لأخذ العلم منهم، ثم اشتغل بالتأليف والتدريس.
وله العديد من الكتب التي ألفها من أهمها (ألفية الخلاصة)، الإعلام بمثلث الكلام “المنظم”، الكافية الشافية، وشرح الجزولية، ويعتبر كتاب (تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد) أهم وأعظم مؤلفاته، وقد توفي في عام 672 هجرية بمدينة دمشق.
واسمه الكامل هو (عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري المصري الخزرجي)، وقد ولد سنة 708 هجرية بالقاهرة ونشأ بها، وقد درس العديد من علوم عصره منها النحو، الصرف، الفقه، اللغة، الأدب، والتفسير، وحين أصبح عالمًا في هذه العلوم قام بتدريسها في مكة ومصر والعديد من البلاد الأخرى.
كما اشتغل بتدريس علم التفسير، وأصبح معلمًا بالمدرسة الحنبلية في مدينة القاهرة، وقام بتأليف كتابه الذي يحمل عنوان (غني اللبيب عن كتب الأعاريب) في مكة المكرمة، والذي ضاع منه خلال عودته إلى مصر، فقام بإعادة كتابته ثانيةً، وقد اشتهر بذاكرته القوية، وذكائه الشديد، وكان شاعرًا وأدبيًا، وقد توفي في القاهرة سنة 761 هجرية.
واسمه الكامل هو (يعيش بن علي بن يعيش بن أبي السرايا الأسدي الموصلي)، وهو حلبي الأصل، وفيها ولد ونشأ، وكان يكنى بأبو البقاء، كما وحمل لقب موفق الدين، وقد ولد في حلب عام 553 هجرية، وأخذ العلوم من مشايخها، وحين اشتد عوده بالعلم اتجه إلى بغداد لكي يلقى العالم ابن الأنباري.
وحين وصل إلى الموصل علم بخبر وفاته، لذا أقام وقت قليل بالموصل، ثم عاد لحلب، ومن ثم تواصل مع علماء الشام، ومنهم أخذ العلم إلى أن أصبح واحد من علماء الشام القليلين، وله كتابين فقط من تأليفه وهما شرح التصريف الملوكي، وشرح مفصل الزمخشري، وقد توفي في حلب عام 643 هجرية.
وهو (أبو زكرياء يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي) والذي ولد عام 751 ميلادية وتوفي عام 822 ميلادية، وهو من أهم علماء النحو بمدرسة الكوفة، حيث ولد بالكوفة، وكان أكثر أهلها علمًا بالنحو واللغة ومختلف فنون الأدب، إلى أن حمل لقب أمير المؤمنين بالنحو، وقال ثعلب عنه (لولا الفراء ما كانت اللغة).
وقضى أغلب حياته ببغداد، وهو من تولى تربية أولاد المأمون، وكان يزور الكوفة بنهاية العام ويصل ويبر أهله، وكان إلى جانب براعته بالنحو فقهيًا وخطيبًا متكلمًا، وعالمًا في أخبار وأيام العرب، وله خبرة بعلم النجوم والطب، ولكنه كان يميل إلى العزلة، وكان يتفلسف بكتاباته وهو السبب في أن أطلق عليه لقب الفراء، لأنه كان يفري الكلام فريًا.
ومن أهم مؤلفاته (مشكل اللغة، الحدود، الجمع والتثنية في القرآن، اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف، البهيّ، الأيّام واللّيالي، آلة الكتاب، ما تلحن فيه العامة، الفاخر في الأمثال، كتاب اللغات، المذكر والمؤنث، معاني القرآن، المعاني، المقصور والممدود).
واسمه الكامل هو (أبو القاسم محمود بن عمر بن أحمد الزمخشريّ الخوارزميّ)، وقد ولد عام 1075 ميلادية، وتوفي عام 1144 ميلادية، وهو أحد أعلام المدرسة البغدادية المتأخرين بالنحو، وقد ولد في أحد قرى خوارزم، وهو السبب في أن أطلق عليه لقب الزمخشري، كما عرف بلقب جار الله لإقامته زمن طويل بمكة، ومنذ صغره درس علوم اللغة والدين.
وتنقل بين العديد من البلدان منها مكة، وبغداد وبخاري، وقد عكف على تأليف كتابه الكشاف في تفسير القرآن، ودرس على يد أحد علماء الأندلس كتاب سيبويه، وأصبح في عصره من أشهر النحاة، ورجع لبلاده تسبقه شهرته، وبدأ الطلاب يقدمون إليه من كل مكان.
ومن أهم ما تركه من مؤلفات (أعجب العجب في شرح لامية العرب، نكت الأعراب في غريب الإعراب، القسطاس في العروض، المنتقى في شرح شعر المتنبي، ربيع الأبرار، نوابغ الكلم، رؤوس المسائل، الفائق، مقدِّمة الأدب، المقدِّمة وهو معجم عربي فارسي، الجبال والأمكنة والمياه، المقامات، المفصل، أساس البلاغة، الكشاف).
واسمه الكامل هو أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي، وقد ولد عام 937 ميلادية، وتوفي عام 1002 ميلادية، وهو واحد من أعلام المدرسة البغدادية بالنحو، ووالده كان روميًا، كما كان مملوكًا عند سليمان بن فهد الموصلي، ومنذ صغره عكف على تعلم علوم اللغة، خاصةً دروس أحمد بن محمد الموصلي، ورحل مبكرًا إلى بغداد، ثم عاد إلى الموصل ليبدأ فيها بالتدريس للطلاب بالمسجد.
وفي حلقته مر بإمام النحاة في ذلك العصر وهو أبو علي الفارسي، والذي أعجب بنباهته وذكائه ليمدحه بقوله “لقد أصبحت زبيبًا وأنت حِصرِم)، وكان لهذه العبارة وقعًا كبيرًا على نفسه حيث شجعته، وظل ملازمًا له ما يقرب من أربعين سنة، وقد ترك الكثير من المؤلفات التي زادت عن الخمسين مصنف، ومن أهم كتبه (المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، من نسب إلى أمه من الشعراء، المبهج في اشتقاق أسماء رجال الحماسة، وشرح ديوان المتنبي).